للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر خلع الملك السعيد وتمليك أخوه (١) الملك العادل سلامش

كان قد غلب عليه الخاصكيه، وعاد يطلق لهم الاموال بلا حساب. ولم يزل فى دمشق فى احسن الامور واطيب الاوقات حتى حصلت المنازعه بين كوندك (٣) والخاصكيه، ودلك فى شهر ربيع الاول. والسبب فى دلك انه اطلق لبعض الخاصكيه مال كثير (٤)، فتوقف الامير سيف الدين كوندك النايب فى دلك، فاجتمعوا (٥) الخاصكيه اليه وعنّفوه، وسمّعوه ما يكره. ثم دخلوا الى السلطان فقالوا: «تعزل عنا كوندك». فأجابهم لدلك. ثم انهم خرجوا الى عند كوندك وقصدوا قتله او القبض عليه. وكان الامير شمس الدين سنقر الاشقر حاضر (٨)، فخلّصه منهم، واخده اليه. ثم خرج له منشورا ثانى يوم بامريه اربعين فارس (٩) فى حلب. فاقام عند سنقر الاشقر سبعه ايام، والدوله بغير نايب، والتشويش واقع.

فلما كان ثامن يوم وصل الخبر ان العساكر الدين كانوا فى سيس قد وصلوا.

فركب كوندك فى جماعه من جنسه التتار، والتقا (١٢) الامرا القادمين وقال لهم: «ان الملك السعيد عازم على القبض عليكم الجميع عند عودته الى مصر، وانه لا يبقى على احد من الامرا الكبار، وقد اعطى اخبازكم لمماليكه الخاصكيه». وعرفهم اماير صححوا بها قوله. فعندها احضروا المصاحف، وحلفوا لبعضهم البعض على مصالحهم.

وكان المقر السيفى قلاوون قد ترك خلفه الفى فارس مجردين بحلب من عسكر الشام. فلما وصلوا الى عدرا (١٨)، سيروا راسلوا الملك السعيد (٢٠٣) ان: «فرّق هولاء


(١) اخوه: أخيه
(٣) كوندك: فى المتن «كونك» والاسم مصحح بالهامش
(٤) مال كثير: مالا كثيرا
(٥) فاجتمعوا: فاجتمع
(٨) حاضر: حاضرا-- بامريه: بإمرة
(٩) فارس: فارسا
(١٢) والتقا: والتقى
(١٨) عدرا: عذراء