(ص ١٧) كان ابتداء ولايته إفريقية على أيام الرشيد بالله فى جمادى الآخرة سنة أربع وثمانين ومئة. وكان إبراهيم فقيها عالما ديّنا شاعرا خطيبا ذا رأى وبأس وحزم وحلم وعلم بالحروب والمكايد، حسن السيرة. ولم يكن أحد قبله يساويه فى حسن السّيرة والسياسة والعدل.
وكان كثير الاختلاف إلى الليث بن سعد. وهو أوّل من غزا صقلية.
ومن عجيب أخباره فى جوده أنه أشرف من قصره يوما على امرأة قد طبخت فرخى حمام. فاستدعى خادما له وعرّفه منزل المرأة وقال له: ائتنى بالقدر على حالها. فامتثل الخادم وأحضر القدر. فأمر فغسلت القدر وملأها دنانير وأعادها لتلك الامرأة.
ومن جوده أنه أعطى تاجرا جلب إليه خشبة عود هندىّ ألف دينار ومئة وصيف ووصيفة روم، وكساهم، وأمر <ب> مركب يوصلهم إلى الإسكندريّة.
وكان قاضيه أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن غانم بن شرحبيل بن ثوبان الرعينى أورع أهل زمانه وأفقه أهل مصره، ممن صحب مالك بن أنس رضى الله عنه، وله معه أخبار مطبوعة تدلّ على حلم إبراهيم ودينه وخيره.