وأخذ عن سايب خاثر، ونشيط مولى عبد الله بن جعفر، [و] عن جميلة مولاة بهز-بطن من سليم-وكان زوجها مولى لبنى الحرث بن الخزرج.
ولمعبد صنعة لم يسبقه إليها من تقدّم ولا زاد عليه فيها من تأخّر.
وكانت صناعته التجارة فى أكثر أيام رقّه، وربما رعى الغنم لمواليه، وهو مع ذلك يختلف إلى نشيط الفارسىّ وسايب خاثر حتى اشتهر بالحذق وحسن الغناء وطيب الصوت. وصنع الألحان فأجاد واعترف له بالتقدم على أهل عصره.
وعن الجمحىّ قال: بلغنى أن معبدا قال: والله لقد صنعت اللحانا لا يقدر المتّكئ أن يترنّم بها حتى يقعد مستوفزا، ولا القايم حتى يقعد ولا القاعد حتى يقوم، ولا يطيقه شبعان ممتلئ ولا سقّاية تحمل قربة أن تترنم بها.
قال إسحق: قيل لمعبد: كيف تصنع إذا أردت (٢٥٢) أن تصوغ الغناء؟ قال: أرتحل قعودى فأوقّع بالقضيب على رحلى، وأترنّم الشعر حتى يستوى لى الصوت. فقيل له: ما أبين ذلك فى غناءك!
ذكر سنة سبع وماية
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم أربعة أذرع فقط. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وإصبعان.
(١٠) سقّاية تحمل: فى الأغانى ١/ ٣٩: «سقّاء يحمل»
(١٧) سبعة: فى درر التيجان ٨٣ ب (حوادث ١٠٧): «خمسة»
(١٨) إصبعان: فى درر التيجان ٨٣ ب (حوادث ١٠٧): «أربعة أصابع»