روى أنّ العاص بن وائل السهمى كان يرقّص ابنه عمرا فى صغره، ويقول:
ظنّى بعمرو أن يفوق حلما ... وينشق الخصم الألدّ غما
وأن يسود جمحا وسهما ... وأن يقود الجيش مجرا دهما
يلهم أحشاد الأعادى لهما
تفسير ذلك:
(١٦١) قوله: الخصم النشق: أن يصبّ الدواء وغيره فى الأنف، وذلك المصبوب فيه هو النشوق بفتح النون، وإن صبّ الدواء وغيره من الحلق فهو الوجور، فإن صبّ فى جانبى الفم فهو اللدود، وقوله: مجرا دهما، المجر هو العظيم، والدهم هو الكبير، وهو الذى يبغت، وما بغتك من شئ فقد رهمك، ويقال:
جيش دهم، وعدد دهم، أى كبير، وقوله: يلهم أى يبتلع، فالإلهام الابتلاع بكثرة، وقوله: أحشاد جمع حشود، وهم المحشودون، يقال: حشدت القوم أحشدهم حشدا، وهم حشد بفتح الشين.
وروى أنّ هشام بن المغيرة كانت بينه وبين العاص بن وائل نبوة، وكان أبو جهل بن هشام حديث السنّ معجبا بنفسه، فمرّ بالعاص بن وائل وهو فى نادى قومه، وابنه عمرو بن العاص بين يديه، وهو يومئذ صغير السنّ، قال أبو جهل للعاص بن وائل كلمة يتهدّده بها، فلم يجبه العاص بشئ، فقال له ولده عمرو:
يا أبت ما لك لا تجيبه؟ فقال له أبوه: ما الذى أقول له، قال: تقول: