للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر ما نقله ابن شداد من دلك]

قال الصاحب شمس الدين بن (١) شداد-رحمه الله تعالى-فى سيره الملك الظاهر؛ وهو المسمى بالروض الزاهر فى سيرة الملك الظاهر، لما دكر هده السنه ودكر سبب الخلف الدى وقع بين التتار، قال: حكى لى علا الدين على ابن (٤) عبد الله البغدادى، احد اصحاب الامير سيف الدين (٨١) بلبان الرومى الدوادار الظاهرى رحمه الله قال:

اخدونى (٦) التتار اسيرا من بغداد لما اخدوها، وكنت قد عدت عندهم مختلطا بهم ومطلعا على اخبارهم. فلما كانت سنه ستين وستمايه ورد من عند بركه رسولان، احدهما يسمى بلاغا (٨) والاخر ططرشاه، برساله ضمنها ما جرت به العاده أن يحمل الى بيت باتوا (٩) مما كانوا يحملونه من فتوح البلاد. وكانت العاده ان يجمع [التتار] ما تحصل من البلاد التى يملكونها ويستولوا (١٠) عليها، من حد نهر جيحون مغرّبا الى حيث ينتهى بهم الفتوح، فيقسم خمسه اقسام؛ قسمان للقان الكبير، وقسمان للعساكر، وقسم لبيت باتوا (١٢). فلما مات باتوا وجلس بركه على التخت، منع هلاوون قسمه، فبعث بركه رسله الى هلاوون، وبعث فيهم سحرة يفسدوا (١٣) سحرة هلاوون. وكان عند هلاوون ساحر يسمى يكشا، فاعطوه هديه بعثها له بركه، وسالوه ان يوافقهم على غرضهم فاتفق معهم. وكان هلاوون قد جعل لهولاء الرسل من يخدمهم، وجعل فى الجمله ساحرة من الخطا تسمى كمشى (١٦)، وجعلها عينا له عليهم تطالعه بجميع اخبارهم.

فلما اطلعت على دلك اخبرته به، فامر بالقبض على جميعهم، واعتقلهم فى قلعه تلا، ثم قتلهم بعد خمسه عشر يوم (١٨) من قبضهم، وقتل ايضا الساحر يكشا. فلما بلغ بركه


(١) بن: ابن
(٤) ابن: بن
(٦) اخدونى: أخذنى
(٨) بلاغا: بلاغيا، م ف
(٩) باتوا: باتو
(١٠) ويستولوا: ويستولون
(١٢) باتوا: باتو
(١٣) يفسدوا: يفسدون
(١٦) كمشى: فى م ف «كمشا»: فى اليونينى ج‍ ١ ص ٤٩٨ (حاشية ٣) وج‍ ٢ ص ١٦٢ «كمشتا»
(١٨) يوم: يوما