كتاب كنز الدرر وجامع الغرر

(٧٥) ذكر [حوادث] سنة ستين وستمايه - ما لخص من الحوادث - ج: 8 - ص: 91

واهاليهم وصغارهم وافدين على الاسلام (١). ودكروا ان عسكر هلاوون كسره ابن عمه بركه، وهربت جيوش (٨٠) هلاوون من جيوش بركه، فكان كما قيل <من الرجز>:

لكلّ شئ آفة من جنسه ... حتّى الحديد سطا عليه المبرد

وتفرقت جيوش هلاوون فى اقطار الارض، وتمزقوا كل ممزق، وهربت هده الطايفه منهم الى بلاد الاسلام. ففرح المسلمون بدلك، وزال عنهم ما كانو يحسبونه من دخول جيوش هلاوون الى الشام. واخبروا (٧) هولاء الوافدين ان ملك التتار الكبير-يقال له منكوقان-توفى، وقام مكانه بالملك اخوه الاصغر يسمى عرى منكو (٩). وكان الاخ الكبير، يقال له قبليه خان، غايبا. فلما بلغه موت القان، وان اخاه ملك مكانه، انف دلك وقصد اخاه بعساكره واقتتلوا؛ ونصر بركه لعرى منكو (١١)، فكسروا عسكر قبليه خان.

فلما بلغ هلاوون دلك، عزّ عليه وكره سلطان (١٢) عرى منكوا، وجمع العساكر وقصد بركه. وسار ايضا بركه اليه، فنزل فى ارض الكرج (١٣)، ونزل هلاوون بصحراه سلماس (١٤). ثم كان الملتقا بارض شروان، فقتل من الفريقين خلق كثير، ووقعت الكسره على هلاوون، وعمل فى عسكره السيف اثنا (١٥) عشر يوما. وهرب هلاوون الى قلعه تلا، وهى فى وسط بحيره ادربيجان (١٦)، فدخلها، وقطع الطريق اليها، وعاد كالمحبوس بها.

---

(١) وافدين على الاسلام: فى أبو شامة وم ف «هاربين إلى المسلمين»
(٧) واخبروا: وأخبر--الوافدين: الوافدون
(٩) عرى منكو: عرى مكو، م ف: فى أبو شامة «لعرى بكو»: انظر حاشية ٣ لبلوشيه فى P .O .Xll ص ٤٤٣
(١١) لعرى منكو: لعرى مكو، م ف
(١٢) سلطان: سلطنة، م ف--منكوا: منكو
(١٣) الكرج: فى الأصل «الكرخ»، انظر أبو شامة ص ٢٢٠ - -بصحراه: بصحراوات
(١٤) سلماس: فى أبو شامة «سلماس وخوى» --الملتقا: الملتقى
(١٥) اثنا: اثنى
(١٦) فى وسط بحيره ادربيجان: فى أبو شامة «ببحيرة بآدربيجان»