فيعلم أن عدوّا قد تحرّك من تلك الجهة، فيفعل فيه ما شاء، فيصيب ذلك العدوّ ما فعل في ذلك التمثال.
وعمل فيها شجرة تحمل من كلّ صنف من سائر أصناف الفواكه، كلّ فاكهة في أوانها. وعمل منار طويل وعلى رأسه قبّة تتلوّن كلّ يوم لون، حتّى تنقضي الأيّام السبعة من الجمعة، فتعود إلى اللون الأوّل، وتكسوا المدينة من ذلك اللّون. وجعل حول ذلك المنار بحيرة، وولّد فيها سمكا، كلّ سمكة لون من ألوان المعادن الجوهريّة، حتّى لا يشكّ أنّها جوهرا، فإذا صادها عادت سمكا طريّا من أحسن ما يكون السمك. وأقام كذلك دهرا طويلا، والله أعلم.
[(٩١) ذكر ملوك مصر بعد الطوفان من وجه آخر]
فأمّا ملوك مصر بعد الطوفان، فقد تقدّم الكلام في ولد نوح، عليه السلام، وتملّكهم الأرض بعد قسمتهم. وذكرنا كلّ منهم ونسله وما كان منه. ونحن الآن نذكر ملوك مصر منهم.
وذلك أن مصر بن بيصر بن حام بن نوح، عليه السلام، كان أوّل من حلّ مصر بعد الطوفان. وكان بيصر قد تزوّج ببنت فليمون الكاهن، حسب ما ذكرنا، فولدت له مصر. ونكح مصر امرأة من بنات الكهنة