أكبر الإخوة فمات في سنة إحدى وثلاثين ومائتين في آخر خلافة الإمام الواثق بالله وفي ولاية طاهر بن عبد الله بن طاهر فكانت ولايته سبعا وعشرين سنة فأقرّ أخاه أحمد بن أسد على عمله. وكان كريما وفيه قيل (من البسيط):
ثوى ثلاثين حولا في ولايته ... فجاع يوم ثوى في قبره حشمه
وأقام أحمد إلى أن توفّي في شهر رمضان سنة إحدى وستين ومائتين فكانت ولايته ثلاثين سنة. وكانت وفاته في أيام المعتمد على الله. وقد كان استخلف ولده نصرا على سمرقند مع سائر أعماله فأقرّه المعتمد وأصدر إليه عهده في شهر رمضان سنة إحدى وستين فبقي على الأعمال طوال أيام الطاهرية. وكان أخوه إسماعيل بن أحمد نائبا عنه ببخارى فوقع بينهما مشاحنة أدّت إلى محاربة فالتقيا فهزم إسماعيل نصرا وأسره (٢٥٣) فلمّا رآه أسيرا ترجّل له وقبّل يده وأعاده إلى سمرقند واليا على سائر بلاد ماوراء النهر إلى أن توفي فوليها إسماعيل.
ذكر سبب ملك إسماعيل خراسان
وأسره عمرو بن الليث الصفّار
لمّا استمرت يد عمرو بن الليث الصفّار على خراسان حملته نفسه على منازعة إسماعيل على ماوراء النهر فكتب إلى الإمام المعتضد بالله يطلب منه التولية فأجابه، وكتب إلى إسماعيل سرا يأمره بمنابذة عمرو ويشجّعه ويقوّي قلبه على محاربته. ولمّا حصلت الإجابة لعمرو بعث حاجبه محمد بن بشر في جيش كثيف لقتال إسماعيل بن أحمد، وبلغ الخبر إسماعيل فكتب إلى عمرو:
إنك وليت دنيا واسعة، وإنما في يدي ماوراء النهر وهو ثغر الشرق؛ فاقنع بما