منهم ابن عمر وابن عبّاس بلا خلاف في قولهما: وأنّه فدي بكبش من الجنّة قد رعا فيها أربعين خريفا، وأنّ الإسلام جاء ورأس الكبش معلّق بقرونه في ميزاب الكعبة الحرام. وهو أوّل من تكلّم بالعربيّة بعد يعرب بن قحطان، على خلاف فيه. وكذلك يقال: إنّه أوّل من ركب الخيل، وكانت وحوشا لا تركب. وولد لإسماعيل اثنا عشر رجلا من الجرهميّة. وبعثه الله نبيّا إلى العماليق وإلى قبائل اليمن. ولمّا حضرته الوفاة أوصى إلى أخيه إسحاق، وكان عمره يومئذ مائة وسبعا وثلاثين سنة. ودفن في الحجر إلى جانب قبر أمّه هاجر، والله أعلم.
وأمّا إسحاق بن إبراهيم، مرويّ عن ابن مسعود وأبي هريرة، رضي الله عنهما، أنّ الذبيح هو إسحاق، وهو قول جماعة من التابعين، وأنّه عرض على الذبح وعمره سبع سنين. ولمّا علمت سارة ما أريد بابنها إسحاق، بطنت يومين وماتت في الثالث. وقيل: أمر بذبحه وهو ابن ستّ وعشرين سنة، (١٤٩) وهو الأشهر.
ولمّا بلغ إسحاق، عليه السلام، ستّين سنة ولد له العيص ويعقوب، وكانا تؤمين. فولد العيص الروم، وقد تقدّم الكلام في ذلك. وولد يعقوب، عليه السلام، الأسباط. ومات إسحاق وله مائة وثمانون سنة، وكان ضريرا. وكان وفاته في السنة التي ظهر فيها يوسف، عليه السلام، بمصر واستوزره العزيز. ودفن <إسحاق> عند قبر أبيه، والله أعلم.
[ذكر يعقوب، عليه السلام]
هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، عليهم السلام. وولد الأسباط