للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٣٢٨)

وما ضرّنا أنّا قليل وجارنا ... عزيز وجار الأكثرين ذليل

ولا عيب فينا غير أنّ سيوفنا ... بها من قراع الدّارعين فلول

وهذا البيت بعينه في شعر الأعشى أيضا ولا مغيّر فيه غير القافية، وهو:

ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم ... بهنّ فلول من قراع الكتائب

قلت: ومن نقد البيتين وجد بيت السّموأل أتمّ، لقوله: من قراع الدّارعين؛ فإنّ الفلول لا تكن في السيوف إلاّ من مقارعة كلّ ذي درع، الكتائب: تجمع الدارعين وغيرهم. ولعلّ هذا كما وقع في نفسي، والله أعلم.

ذكر عبيد بن الأبرص، جاهليّ

هو عبيد بن الأبرص، من بني أسد بن خزيمة، وهو الذي ساقته رجلاه إلى حتفه. قتله النّعمان بن المنذر في يوم بؤسه. . . ذلك أنّ النّعمان بن المنذر كان له في كلّ سنة يومان، سمّى أحدهما يوم نعيم والآخر يوم بؤس، فأوّل من يطلع عليه يوم نعيمه يمنيه ما يحبّ فيعطيه أمنيته. وقيل: بل ينعم عليه بمائة من الإبل موقورة من كلّ خير. وأوّل من يطلع عليه يوم بؤسه يأمر به فيذبح لوقته، ولو كان ولده. فاتّفق لحين عبيد ابن الأبرص أنّه أشرف عليه يوم بؤسه، فقال: هلاّ كان الذّبح لغيرك يا عبيد؟ فقال: أرسل حائر رجلاه. فأرسلها مثلا.