للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر شئ من أخلاق معوية رضى الله عنه]

قال المسعودى رضى الله عنه: كان من أخلاق معوية رحمه الله تعالى (٤٩) أنه كان يأذن فى اليوم والليلة خمس مرات، كان إذا صلى الفجر جلس للقضاة حتى يفرغ من قضيته. ثم يدخل فيأتى بصحفه فيقرأ أجزايه. ثم يدخل منزله فيأمر وينهى. ثم يصلى أربع ركعات. ثم يخرج فيأذن لخاصته فيحدثهم ويحدثونه. ويدخل عليه وزرايه فيكلمونه فيما يريدون. ثم يؤتى بالغداء الأصغر، وهو فضلة عشاء الليل وما أشبه ذلك.

ثم يتحدث طويلا. ثم يدخل منزله لما أراد. ثم يخرج فيقول: يا غلام، أخرج الكرسى، ويسند ظهره إلى المقصورة، فتقدم إليه الامرأة والضعيف ومن لا له أحد، لا يمنعهم عنه مانع. فيقول أحدهم: ظلمت، فيقول:

خلصوه. فيقول الآخر: عدى علىّ، فيقول: ابعثوا معه. ويقول الآخر:

صنع بى، فيقول: انظروا فى أمره، حتى إذا لم يبق لأحد أمر يشكى منه، دخل فجلس على السرير. ثم يقول: ايذنوا للناس على قدر مراتبهم ولا يشغلنى أحد عن رد السلام. فيقال: كيف أصبح أمير المؤمنين؟ أطال الله بقاه. فيقول: بنعم من الله، فإذا استووا جلوسا قال: يا هؤلاء، إنما سمّيتم أشرافا لأنكم شرفتم على من دونكم بهذا المجلس. فارفعوا إلينا

(٢ - ٦،٧٥) كان. . . يدركوا: ورد النص فى مروج الذهب ٣/رقم ١٨٣٢ - ١٨٣٨ باختلاف بسيط