عمرو بن سعيد بن العاص، ومسلمة على مصر، والقاضى عابس بحالهما، والعراقين الكوفة والبصرة قد عادا فى ولاية عبيد الله بن زياد، وعزل النعمان بن بشير عن الكوفة، وسبب ذلك أن فى سنة ستين كاتبت أهل الكوفة الحسين عليه السّلام يدعونه إلى القدوم عليهم ليبايعونه على الخلافة ويقولون فى كتبهم: عجّل بحضورك إلينا وابعث إلينا من نثق به حتى نبايع ونقاتل دونك. فبعث إليهم مسلم بن عقيل، فوصل مسلم إلى الكوفة فبايع من أهلها اثنا عشر ألفا، ووالى الكوفة يوميذ النعمان بن بشير. فقيل له: إن البلد قد فسد عليك وإنك ضعيف الحال. فقال: أكون ضعيفا فى الله ولا أكون قويا فى معصيته. فنقل قوله إلى يزيد، فعزله وضم ولايتها إلى عبيد الله بن زياد، وأمر بقتل مسلم بن عقيل. وقدم عبيد الله بن زياد إلى الكوفة متلثما ودخلها، وجعل يمرّ بالناس ويسلّم عليهم. ولم يزل حتى نزل دار الإمارة وتتبع مسلم بن عقيل حتى قتله.
[ذكر مقتل الحسين صلوات الله عليه]
قال بن عباس رضى الله عنه: إن أهل الكوفة لم يسيروا كتبا إلى
(٣ - ١٢) عزل. . . قتله: وردت الحادثة فى تاريخ الطبرى ٢/ ٢٢٨؛ الكامل ٤/ ١٩ - ٣٦