الحسين عليه السّلام، وإن يزيد كان يفعل ذلك ويسير الكتب إلى الحسين عليه السّلام.
قال الطبرى رحمه الله: وإن الحسين عليه السّلام شاور عبد الله بن عباس فى المسير إلى الكوفة. فلم يشر عليه بالخروج ونهاه عن ذلك، وقال: إن الناس عبيد الدينار والدرهم، وهذا يزيد وعبيد الله بن زياد يعطيان الناس الأموال، وقد بويع ليزيد، فلا آمن عليك أن تقتل والله. فقال: والله لين أقتل بالعراق أحبّ إلىّ أن أقتل بمكة. قال له عبد الله (٥٧) بن الزبير: لو كان لى بالعراق مثل بعض شيعتك ما قعدت يوما واحدا. وكان ابن الزبير يجزع من الحسين وقد ثقلت عليه وطأته بمكة ومقامه بها، وإن الناس ميلهم للحسين أكثر من ميلهم إلى ابن الزبير. وإنّ الحسين إذا خرج من مكة استقام الأمر لما يطلبه من ادعاء الخلافة لنفسه، وكان أمر الله قدرا مقدورا. فخرج الحسين عليه السّلام قاصدا للعراق بعياله وأهله، واتصل الخبر بيزيد فكتب إليه يقول <من البسيط>:
يايها الراكب المرخى مطيّته ... على عذافرة فى سيرها قحم
أبلغ قريشا على نأى الديار بها ... بينى وبين الحسين الله والرحم
يا قومنا لا تشبّوا النار إذ خمدت ... تمسّكوا بحبال الخير واعتصموا
وأنصفوا قومنا لا تظلموا بذخا ... فربّ ذى بذخ زلّت به القدم
(٣) الطبرى: انظر تاريخ الطبرى ٢/ ٢٧٣ - ٢٧٤، ولكن هذا النص هنا مختلف فى الطبرى
(١٢ - ٥،٨٧) فخرج. . . عبيده: قارن تاريخ الطبرى ٢/ ٢٧٧؛ الأبيات ناقصة فى تاريخ الطبرى