الماء القديم أربعة أذرع ونصف أصبع. مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا وأصبعان.
[ما لخص من الحوادث]
الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين مستمر الأحكام، مطاع الأوامر.
والسلطان علاء الدين محمد خوارزم شاه بن تكش سلطان الدنيا بالشرق جميعه، إلى ممالك الصين وبلاد الخطا وغير ذلك. والسلطان الملك الكامل ناصر الدين محمد بن السلطان الملك العادل سيف الدين أبو بكر بن أيوب سلطان الديار المصرية، وما معها.
وبقية الملوك إخوته بحالهم. والحرب قائمة على ساق بين المسلمين والفرنج-خذلهم الله- على ثغر دمياط.
وفى السادس من المحرم من هذه السنة هدم سور بيت المقدس وقلاعه وأبراجه وصهاريجه. ولم تزل العمارة فى هذا البيت من عهد البخت نصر إلى ذلك التاريخ، وسبب ذلك أن الملك المعظم صاحب الشام لما توجه إلى أخيه الملك الكامل، بلغه أن طائفة من الفرنج عزمهم إلى نحو البيت المقدس وأخذه، فاتفق مع الأمراء على خرابه، ليؤمن شرّه، ولا يكن لهم إلى نحوه التفات، فيشغلهم عما هم عليه. وخشوا أن يملكونه فيحصل لهم التعب فى إعادته منهم، فشرعوا فى هدمه فى التاريخ المذكور.
وكان يومئذ بالقدس الملك العزيز فخر الدين عثمان، والأمير عز الدين أيبك المعظمى -جدنا-صاحب صرخد. وكان فى البلد ضجّة وصراخ وبكاء وعويل، وخرجت البنات والصبيان والشيوخ والعجائز إلى الصخرة والأقصى، وقطعوا شعورهم عليهما، بحيث امتلأت تلك البقعة. وخرجوا هاربين، وتركوا أموالهم، وما شكّوا أن الفرنج تصبّحهم. فطلب بعضهم مصر، وبعضهم الكرك، والبعض دمشق. ومات خلق كثير من الجوع والعطش. وكان يوم لم ير الناس أصعب منه، ونهبت أموالهم.
وبلغ القنطار الزيت عشرة الدراهم، والنحاس رطل نصف الدرهم.