الخليفة يزيد بن عبد الملك بن مروان، وحنظلة على مصر. وعزل أسامة بن زيد عن الخراج وولى يزيد بن أبى يزيد، والقاضى عبد الله بن ميمون مستمرا على حاله.
وعن الزبير بن بكّار أن يزيد بن عبد الملك قال لحبابة ذات يوم:
أتعرفين أحدا هو أطرب منّى؟ قالت: نعم، مولاى الذى باعنى. فأمر بإشخاصه، فأشخص إليه مقيّدا وأدخل عليه، وسلاّمة وحبابة يغنيان. فغنّته سلاّمة لحن الغريض بشعر بن أبى ربيعة <من المتقارب>:
تشطّ غدا دار جيراننا
فطرب وتحرك فى قيوده. ثم غنّته حبابة لحن ابن سريج المجرّد فى هذا الشعر. فوثب وجعل يحجل فى قيوده ويقول: هذا وأبيكما الغناء لا ما تعللانى به، حتى دنا من الشمعة فوضع لحيته عليها، واحترقت.
وجعل يصيح: الحريق يا أولاد الزنا. فضحك يزيد وقال: هذا والله أطرب الناس. ووصله وسرحه إلى بلده.
قلت: وإذ قد ذكرنا الغريض ولحنه ها هنا فلنذكر طرفا من أخباره.
(٣ - ٤) عبد الله بن ميمون: انظر هنا ص ٣٥٧، الهامش الموضوعى، حاشية سطر ٢
(٥ - ١٤) الزبير. . . بلده: ورد النص فى الأغانى ١/ ٧٣،٣١٥ - ٣١٦
(١١) يحجل فى قيوده: انظر الأغانى ١/ ٣١٦ حاشية ١
(١١ - ١٢) الغناء. . . تعللانى: فى الأغانى ١/ ٣١٦: «ما لا تعذلانى»