الحمد لله مسبغ النعمة، وراحم الأمّة؛ بالخلفاء الأئمّة، الذين كشف الله بولائهم الغمّة، وأزال بإرشادهم ظلم الشبه المدلهمّة. والصلاة على سيّدنا محمّد نبيّه المصطفى، الذي اشتمل على بعض معجزاته كتاب الشفا، وعلى آله الشرفا، إخوان الصفاء وأبناء الصفا، وعلى أصحابه أهل الجود والإحسان والوفا، الذين منحهم فضلا باهرا وشرفا، وسلّم تسليما كثيرا.
وبعد؛ فإنّ أولى ما تيقّنه المرء أشرف مطلب ومراد، وسرح بفكره منه في أخصب مرتع وواد، وساوى في اعتقاده بين مقاله وسريرته، ودلّ باجتهاده على علانيته ونيّته؛ ما أوضحته الشريعة الهادية علما لذوي الاستبصار، وقادت العقول الوافية إليه بخزائم القهر والاضطرار؛ لاتّباع السنّة، وترك النزاع في الخلاف، والتنحّي عن الدخول فيما شجر بين السادة الأشراف؛ لأنّه قاض باستنقاذ النفوس من المخاوف وبقائها، وكافل بسموّها إلى عالمها العلويّ وارتقائها.
والإخلاص في محبّة خلفائه في أرضه اتّباعا لما أتى به الصادق المصدّق من سنّته وفرضه؛ أوّلهم وآخرهم، بدوهم وحاضرهم، لا نفرّق بين أحد منهم رضوان الله