عليهم وعفا عنهم، لا غلّ بذاك نجاتنا، ولنعلي منازلنا بصحبتهم في الآخرة ودرجاتنا. ونبرأ إلى الله من أقاويل مزخرفة، وآراء منحرفة، صادرة عن عقول خرفة. ونؤمن بما أنزل في أوّل سورة البقرة، ونحبّ آل بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم البررة، ونترضّى عن أصحابه العشرة. اللهم هذا ضميري واعتمادي، وخالص نيّتي واعتقادي؛ عليها أحيا وعليها أموت وعليها أبعث إن شاء الله تعالى.
ثم إنّ هذا هو الجزء الخامس، المشنّف بما حوى من درره الآذان بألفاظه النفائس. وهو واسطة هذا العقد الجامع إذ يتلوه سادس وسابع وثامن وتاسع؛ فعادت منزلته <كمنزلة> الشمس بين الأفلاك السبع، ومحلّه كمحلّ أبي الحارث بين الوحوش السبع. ولمّا تقدّم من العبد القول في الأربعة أجزاء الذين من قبله، وما اشتمل كلّ جزء عليه من نبله وفضله؛ ممّا فاقت بما احتوت على زهر الآداب، وراقت للناظر ولا رقّة تباشير الشراب، وجمعت من المعاني ما يغني متأمّلهم عن الأغاني. وإذا أنصف الفاضل الحرّ قال هذا نثر الدرّ. وإذا تأمّل كتاب خراج أو حيوان ولمح هذا الكتاب على أنّ لكلّ حيّ أوان. ولعلّ السيّد الفاضل إذا تمعناه تحقّق أنّه الكتاب الكامل. على أنّني لمشايخ أرباب هذه الكتب