الخليفة المعتمد على الله أمير المؤمنين. وأخوه الموفّق الغالب عليه.
والمتغلبون بالنواحي المقدّم ذكرها على ما هم عليه.
فيها بويع الموفّق أخو المعتمد. وبويع بولاية عهده لولده أحمد بن الموفّق ولقّب المعتضد بالله. وخلع جعفر بن المعتمد على الله، واستقرّ المعتضد بولاية العهد وعاد على ما كان عليه أبوه من رجوع الأمور إليه.
وكان المعتمد لمّا اشتغل بحرب الزنج أخوه الموفّق توجّه يريد مصر لمكاتبة جرت (٢٣٣) بينه وبين أحمد بن طولون! فلمّا بلغ الموفّق ذلك وهو في قتال صاحب الزنج أنفذ إسحاق بن كنداج فردّ المعتمد وسلّمه إلى صاعد بن مخلد فأنزله دار ابن الخصيب بسرّ من رأى وحجر عليه. ولقّب إسحاق المذكور ذا السفارتين ولقّب صاعد بن مخلد ذا الوزارتين. وصار ابن طولون بدمشق فجمع القضاة والفقهاء وخلع الموفّق وأفتى الفقهاء كلّهم بخلعه. ثم عاد إلى مصر وأمر بخلعه ولعنته فأبى ذلك القاضي بكّار رضي الله عنه. وكان الموفّق لمّا بلغه ما فعله ابن طولون أمر بلعنته على المنابر فلعن من أول الشام إلى آخر ما وراء النهر! فلمّا بلغ ابن طولون ذلك أمر بلعنة الموفّق فلعن من أول صعيد مصر إلى آخر شامها! إلاّ ما كان من القاضي بكّار فإنه لم يوافق على ذلك وقال لأحمد بن طولون لمّا أمره بذلك: أنت أصدرت لي منه كتابا وأعلمتني أنه وليّ العهد، وهو ثابت عندي إلاّ أن ينزع يده منها! فقال له ابن طولون: متى لم توافق على خلعه ولعنته اعتقلتك وفعلت بك كيت وكيت! ثم أكره فطلع المنبر للعنة الموفّق ثم قال: ألا لعنة الله على الظالمين ثابتا. فعلم ابن طولون أنه عناه