وقد تقدّم ذكره وأصله وسبب توصّله. وهذا هو الرجل الزبّال الذى يعنون الناس عنه أنّه ملك دمشق. وربما آثار رنكه القحف على الطوارق، وجدت بدمشق إلى حين عبور قازان البلاد، والله أعلم.
[عاد القول إلى ذكر بكجور]
ثم إنّ بكجور وقع بينه وبين أبى المعالى بن سيف الدولة فى هذه السنة. وكان تحت وعد العزيز أن يولّيه دمشق. وكان العزيز قد رضى على وزيره ابن كلّس وأعاده إلى ما كان عليه، ووهبه خمس مئة غلام من الباسية وألف من المغاربة. وكان العزيز قد كتب إلى بكجور بولاية دمشق وكتب إلى بلتكين أن يسلّمه (ص ١٣٦) دمشق. فتقاعد بلتكين عن تسليمه.
وكان قبل ذلك قد كتب بكجور إلى العزيز: أنفذ لى جيش آخذ لك حلب. فنفذ له. وكان بكجور قد جمع خلقا من بنى كلاب، فسار بجميع الجيوش حتى نزل حلب فحاصرها مدة يسيرة، وبادريس ملك الروم على أنطاكية. فعمل على أن يكبس على بكجور، وهو على حصار حلب. فكتب إليه ابن الجرّاح يحذّره ذلك. فارتحل عن حلب. وسار عسكر الروم خلفه. وسبق بكجور حتى نزل حمص.
وشال جميع ما كان يعزّ عليه ويملكه إلى بعلبكّ. وارتحل إلى جوسية