للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نقش خاتمه: محمد رسول الله. وقيل: لله القاهر بالله. والله أعلم.

ذكر خلافة الراضي بالله محمد بن المقتدر بالله

جعفر، وما لخّص من خبره

هو أبو العبّاس محمد بن المقتدر جعفر. وباقي نسبه قد علم. والعامّة تلقّبه الآجرّي لكثرة ما هدمه من الأبنية. أمّه أمّ ولد رومية يقال لها ظلوم؛ أدركت خلافته. بويع له لستّ خلون من جمادى الأولى من هذه السنة، وله من العمر أربع وعشرون سنة وشهرا. وكانت خلافته ستّ سنين وعشرة أشهر وأياما.

قال <أبو> الحسن العروضي مؤدّب الراضي بالله: غدا عليّ الراضي يوما وفي يده درج فوضعه وأقبل على ما كنت وظّفته له فأسرع في حفظه وتحصيله ثم انحاز عني وأخذ ذلك الدرج وعاد يتصفّحه فقلت له: ما في درجك أيّها الأمير؟ فقال حكمة ممّا ترجم لأمير المؤمنين أبي جعفر المنصور انتسختها من طومار وجدته عنده! فقلت: أسمعني ما فيه! فقرأ عليّ: لا يضرّ فساد الملك مع صلاح وزرائه كما لا ينفع صلاحه مع فساد وزرائه كثير نفع. وينبغي للملك أن يسوس وزراءه بثقة يمكن فيها احتراس، وأنس تشوبه هيبة. وليحذر كلّ الحذر