قرأ قراءة شاذّة فأمر الوزير ابن مقلة بضربه فضرب فدعا عليه الشيخ بقطع اليد وتشتيت الشمل فأجيبت دعوة الشيخ في الوزير ابن مقلة، وقبض عليه في شوّال سنة ست وعشرين وثلاثمائة في خلافة الراضي بالله استفتي في أمره فقيل إنه سعى في الأرض فسادا فأفتى بقطع يده. واختلف في ذنبه فقيل إنه زوّر على الخليفة. وقيل كاتب عليه. ولمّا قطعت يده أصبح وجلس في الديوان فقيل له:
تعود إلى الخدمة بعدما جرى عليك؟! فقال: إنما أمير المؤمنين أدّبني ولم يصرفني! ثم نسب إليه بعد ذلك أمر آخر فأمر الراضي بالله بقطع لسانه! ولحقه بعد ذلك أمراض مختلفة، وتوفّي في شوّال سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. أجمع المؤرخون أنه نبش بعد دفنه ثلاث مرار من قبره. الأوّل أنّه دفن في دار البلاط ثم نبش وأخرجه ولده ودفنه بالجبّانة. ثم نبشته زوجته ودفنته عندها في تربة لها! والله أعلم!
صفة القاهر بالله: ربعة أسمر، معتدل الجسم، طويل العنق، أصهب الشعر، وافر اللحية، ألثغ، لم يشب. مولده سنة سبع وثمانين ومائتين. والله أعلم.
وزراؤه (٣٠٣):أبو عليّ ابن مقلة، ثم محمد بن القاسم بن عبيد الله، ثم أحمد بن عبد الله الخصيبيّ.
حجّابه: عليّ بن يلبق مولى مؤنس، ثم سلامة الطولونيّ وسمّاه المؤتمن.