للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر سنة إحدى وستمائة

النيل المبارك فى هذه السنة

الماء القديم أربعة أذرع وستة أصابع. مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وثمانية أصابع.

[ما لخص من الحوادث]

الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين، مستمر الأوامر، نافذ الأحكام فى سائر الممالك الإسلامية، كثرها الله تعالى، وأعلى كلمة سلطانها. والسلطان الملك العادل سيف الدين أبو بكر بحاله، وولى عهده الملك الكامل. وبقية الملوك الإسلامية على ما هم عليه.

وفيها فتح الفرنج-خذلهم الله تعالى-قسطنطينية العظمى، استقلعوها من الرّوم، ونهبوا أموالها. ووصلوا إلى الإسكندرية بأموالها وجواهرها، وما كان فى كنيستها من عجائب المصاغات وغرائب الصناعات. وأبيع عليهم-فى هذه السنة-الشب بعشرة دنانير القنطار.

وفيها غاروا الملاعين أيضا على مدينة حماة، وأخذوا النساء الغسالات من على نهر العاصى. وخرج إليهم الملك المنصور تقى الدين وقاتلهم بنفسه أشد قتال، وكشفهم، واستردّ النساء وجميع ما أخذوه.

قال ابن واصل: وفى هذه السنة-أعنى سنة إحدى وستمائة-خلع الإمام الناصر ولده عمدة الدين أبا نصر محمد من ولاية العهد، وولى ذلك أخاه الصغير أبى الحسن ولقبه الملك المعظم، لميله إليه دون ولده الكبير محمد. وكان الوزير يومئذ الشريف نصير الدين بن ناصر الدين مهدى الحسنى، فأخرج خطّا ذكر أنه خط عمدة الدين يذكر فيه أنه عاجز عن ولاية العهد، وشهد [عدلان] بصحته، فقطعت السكة والخطبة باسمه فى سائر الآفاق.