وأظنّ بينهما ما لا تحبّ، فقلت: ريح رجل؛ فلم تزل بك حتّى انثنيت أيضا. ثمّ خرجت إلى فرسك فأردته، فخرجت إليه ثمّ خرجت ثمّ خرجت، ثمّ انثنيت أيضا. فرأيتك في هذه الخصال أكمل الناس، ولكنّك تنثني وترجع. قال: فضحك الرجل ثمّ قال: أمّا ما رأيت من صرامتي وقوة فطنتي فمن قبل أعمامي هذيل؛ وأمّا انثنائي وكعاعتي فلأخوالي السوء، وهم بطن من خزاعة؛ والمرأة الذي رأيت عندي امرأة منهم، وأنا لاحق بقومي وخارج عن أخوالي ومخلّ سبيل المرأة. ولولا ما رأيت من كعاعتي لم يقو على مناوأتي أحد من العرب. فقال عروة: خذ الآن فرسك راشدا.
قال: ما كنت لآخذه منك، ولو كان غيرك ما راح به، ولكن عندي من نسله الغنى عنه، فخذه مجعول بعده. فقال ثمامة: إنّ له عندنا أحاديث كثيرة، ما سمعنا بأطراف منها يا أمير المؤمنين. وتمّت أخبار عروة ملخّصا.
ذكر دريد بن الصّمّة والخنساء بنت عمر بن الشّريد السّلميّ
قال أبو عمرو: وإنّ دريد بن الصّمّة أدرك الإسلام فلم يسلم. وكان