للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيء. ثمّ دعا بالعلبة ليشرب، فقال حين ذهب ليشرب: ريح رجل وربّ الكعبة! فقالت المرأة: وهذه أخرى! وأيّ ريح رجل في إنائك غير ريحك؟ ثمّ صاحت. فجاء قومها فأخبرتهم خبره، فقالت: يتّهمني ويظنّ بي.

فأقبلوا عليه باللّوم والتّعنيف حتّى رجع. فقال عروة: وهذه ثانية. ثمّ أوى الرجل إلى فراشه ووثب عروة إلى الفرس وهو يريد أن يذهب به، فضرب الفرس بيده وحمحم وتحرّك، فرجع عروة إلى موضعه، ووثب الرجل فقال: ما كنت تكذّبني قبل اليوم، فما لك؟ فأقبلت المرأة عليه لوما وعذلا. قال: فصنع بالفرس كذلك ثلاثا والرجل يثب ثمّ يعود والمرة تلومه وتزيد في تعنيفه. فلمّا ضجر من كثرة تعنيفها له قال: لا أقوم اللّيلة ولو أخذ! فأتاه عروة، فصار في متنه وخرج ركضا. وركب الرجل فرسا عنده وجعل يقول: الحقي فإنّك من نسله. قال: فلمّا انقطع من البيوت قال عروة: أيّها الرّجل قف! فإنّك لو تعرفني لم تقدم عليّ. قال: كن عروة (٢٩٩) بن الورد؟ فقال: أنا هو، وقد رأيت منك عجبا، فأخبرني به وأردّ فرسك إليك. قال: وما هو؟ قال: جئت مع قومك حتّى ركزت رمحك في موضع كنت قد شويت فيه أرنبا، ولم تخطئ مكان النار، فثنوك عن ذلك فانثنيت، وقد صدقت. ثمّ اتّبعتك حتّى سبقتك إلى منزلك وأتيت وشممت ريح رجل في إنائك، وقد كان زوجتك قد آثرت بذلك عبدك الأسود،