لما توفى عبد الله، نظر أهل قرطبة فيمن يولوه عليهم من شباب بنى أمية وفتيانها، فوقع رأيهم على عبد الرحمن بن محمد المقتول الذى قتله أخوه المقدم ذكره. فولى فى وقت لحظه السعد بطرفه. ومال إليه الإقبال بعطفه وأسعفه التوفيق بعطفه. فبويع فى يوم الخميس (٣٠٦) مستهل ربيع الأول سنة ثلثماية صبيحة ليلة وفاة جده، وطلب منهم مالا يستعين به على مصالح جيشه فلم يجد. واتفق من أسباب سعادته أن صاحب المدور وهو حصن بقرب قرطبة أغار عليه فى نحو من ثلثماية فارس فخرج إليه عبد الرحمن فى نحو المايتين فهزمه وأسره فسلم إليه الحصن بكل ما فيه فوجد به أموالا أكفته فى ذلك الوقت.
ثم لم يزل الدهر يخدمه والأيام تمثل أمره حتى أباد جميع التواير فى بلاد الأندلس من خمسة وعشرين سنة، والتقى مع بن حفصون فى وادى التفاح بجيّان، وكان ابن حفصون فى عشرين ألف فارس، وكان عبد الرحمن فى سبعة آلاف فهزمه عبد الرحمن وأفنى أكثر من معه قتلا وأسرا، وحصره فى حصن ببشتر حتى توفى، وانقرض بنوه.
(٥ - ٦) الخميس. . . ثلثماية: كذا فى البنيان المغرب ٢/ ١٥٦،١٥٨؛ وفقا لزامبور، كتاب الأنساب ٣، حكم من صفر سنة ٣٠٠
(٧ - ٩،٤٧٨) واتفق. . . بالأثقال: ورد النص فى نهاية الأرب ٢٣/ ٣٩٧ - ٣٩٩
(٧) صاحب المدور: فى نهاية الأرب ٢٣/ ٣٩٧: «صاحب الدّوجر»