وبعث إلى المغرب الأوسط فملك سبتة وفاس وسجلماسة وغيرها من المدن الفجج. وغزا الروم بعد ذلك اثنى عشرة غزوة، حتى دوّخ بلادها ووضع عليهم جالية يؤدونها، وكان فيما اشترط عليهم اثنى عشر ألف صانع يصنعون له مدينة بناها وسماها الزهراء، وهذه المدينة على ثلثة أميال من قرطبة، أسندها إلى سفح الجبل، وساق المياه إليها، وجعل شكلها مستديرا يزيد على ثلثماية برج سوى أبدانها من الحجارة، وقسمها أثلاثا. فالثلث الذى يلى الجبل لقصوره ومنازله، والثلث الآخر دور الخدم، وكانوا اثنى عشر ألف خادم بمناطق الذهب وسيوف الحلى، يركبون لركوبه، والثلث الآخر بساتين تحت مناظر القصور. جلب إليها أنواع الفواكه والكروم. (٣٠٧) ومن غريب ما بناه فيها مجلس مشرف على البساتين، مرفوع على العمد، مبنى على الرخام المجزّع، مصفّح بالذهب، مرصّع باليواقيت وأنواع الجواهر. وصنع أمام المجلس بحرا ملأه بالزيبق. فكان النور ينعكس منه إلى المجلس وعاد مدهشه.
وكان قاضيه بقرطبة الفقيه منذر بن سعيد البلّوطىّ وكان مزاحا يطمع
(٣) جالية: فى نهاية الأرب ٢٣/ ٣٩٨: «جزية»؛ فى نهاية الأرب ٢٣/ ٣٩٨ حاشية ١:
«فى سائر النسخ جاليه بتحريف فيما يبدو ولعلها جباية أو جايبة بمعنى مجبية وما هنا يدل على السياق فأثبتناه»
(٤) الزهراء: انظر مثلا البيان المغرب ٢/ ٢٣١ - ٢٣٢؛ الروض المعطار ص ٩٥؛ المنجد (فى الأعلام)، مادة «مدينة الزّهراء»، ص ٦٤٨؛ نفح الطيب ٨/ ٢٠٥ (كتاب الفهارس)
(٨) سيوف الحلى: فى نهاية الأرب ٢٣/ ٣٩٨: «السيوف المحلاة»
(١٤) منذر. . . البلّوطىّ: فى البيان المغرب ٢/ ٢٣٣: «قضاته: منذر بن سعيد البلّوطىّ قاضى أبيه، ثم أبو بكر محمد بن السّليم»، انظر الكامل ٨/ ٦٧٤ - ٦٧٥، قارن نفح الطيب ١/ ٣٧٢ - ٣٧٦
(١٤ - ٣،٤٧٨) وكان. . . فاستفتح: هذا النص ناقص فى نهاية الأرب ٢٣/ ٣٩٧ - ٣٩٩