للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيه من يراه. فإذا عرض أمر دينى لم يأخذه فى الله لومة لايم، فاستأذن فى بعض الأيام على الناصر، فأذن له فدخل فوقف فقال له الناصر:

اجلس أيها القاضى! فاستفتح وقرأ: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النّاسُ أُمَّةً ااحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ} إلى قوله: {وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ}.

فقال عبد الرحمن: وعظت فأحسنت. ثم أمر بنزع ما على المجلس من صفايح الذهب والفضة.

وكمل بناء الزهراء فى اثنى عشرة سنة، بألف بنّاء فى كل يوم، مع كل بنّاء اثنا عشر رقاصا لكونها مبنية بالأثقال.

ذكر أبو الحسن بن الصفار أن يوسف ابن تاشفين لما دخل الزهراء وقد خربت من تسعين عاما ونقل أكثر ما فيها إلى قرطبة وإشبيلية قال لما رأى خرابها وآثار بنايها: هذا بناء رجل سفيه. فقال له الفقيه أبو مروان بن سراح: كيف تسمى بانيها سفيها، وإحدى حظاياه أخرجت مالا تشترى به أسرى. فلم يوجد ببلاد الروم أسير يفدى. وإنما صنع ما صنع ليضاهى مبانى الروم كحصن مرياطة وطركونة وقرطاجنّة وغيرهم. وسكن هذه

(١٠) يوسف ابن (بن) تاشفين: انظر الأعلام ٩/ ٢٩٤ - ٢٩٥

(١٥) طركونة: انظر الروض المعطار ص ١٢٥ - ١٢٧؛ معجم البلدان /٦/ ٤٤/قرطاجنّة:

انظر أخبار مجموعة (الفهرست الجغرافى ١١)؛ الروض المعطار ص ٧٤، وغير واضح أىّ بلد هو المقصود بهذا الاسم