وعرض جيشه فنفد منه سبعين ألفا، وقد كان خرج في ألف ألف عيال. ولمّا سمع الملوك به وبقوّة عزمه هابوه وخافوا شدّة بأسه، فهادوه وتلطّفوا في إصلاح شأنهم معه.
وقيل: إنّ خراج مصر بلغ في أيّامه تسعة وتسعين ألف ألف ألف.
وهذا فرعون يوسف، عليه السلام، وسيأتي خبره معه، عند ذكر يوسف، عليه السلام، إن شاء الله تعالى. وفي أيّامه ابتنا يوسف، عليه السلام، مدينة الفيّوم، كما يأتي بيانه في موضعه.
<ذكر دريوش>
ولمّا مات نهراوش استخلف ولده دريوش. وهذا دريوش تسميّه أهل الأثر من العلماء: داروم بن الرّيّان. وإنّما وجدت اسمه: دريوش بن نهراوش في هذا الكتاب القبطيّ الذي ذكرته، وجميع هذا الكلام فهو منه بعدما أصلحت منه ألفاظا أدرتها إلى العربيّة بعقلي، ولعلّها الصواب، والله أعلم.
وداروم هذا هو الفرعون الرابع بمصر، ولمّا ملك خالف سنّة أبيه.
وكان يوسف، عليه السلام، خليفة، أمره الرّيّان بذلك. وكان يشدّد ويطلب سنّة (١٣٥) العدل، وكان ربّما وافقه حينا، وربّما نقض أمره حينا.