وطهر في وقته معدن فضّة على ثلاث أمثال من النيل وأثار منه شيء كبير. وعمل منه صنما على اسم القمر، لأنّ طالعه كان السّرطان، ونصبه على قصر الرخام الذي كان أبوه بناه في شرقيّ النيل مع عدّة أصنام أخر.
وعمل للصنم الكبير عيدا في كلّ سنة، وهو إذا حلّ القمر السرطان.
وكان كلّما أراد <أن> يضرّ بالناس بحال منعه يوسف، عليه السلام، ودفعه عنه، إلى أن مات يوسف، عليه السلام، في أيّامه، وله من العمر ثلاث وعشرون ومائة سنة. فأمر داروم أن يكفّن في ثياب الملوك، وجعل في تابوت من رخام، ودفن في الجانب الغربيّ <من النيل>، فأخصب ونقص <الجانب> الشرقيّ. فنقل إلى الشرقيّ، فأخصب ونقص الغربيّ. فاتّفقوا أن يجعلوه في الغربيّ عاما وفي الشرقيّ عاما. ثمّ حدث لهم رأيا أن يجعلوا له حلقا وثاقا، ويشدّوا التابوت بحبال من حديد من جانبي النّيل ويلقوه في النيل. ففعلوا ذلك، فأخصبت الجانبين.
وإنّه وزر بعده بلاطيش الكاهن، فوافق الملك على أخذ أموال الناس، فبلغ من ذلك مبلغا عظيما.
وعمل الوادي المنحوت بين جبلين في الناحية الغربيّة من النيل، وكنز الأموال، فلا يوصل إليها بحيلة. وجع لذلك صقالة من ذلك الوادي إلى الحيّ، وجعل له بابا يصل إليه ويدخل إليه، وترى الأموال موضوعة مكشوفة مضروبة في كلّ مثقال من المائة إلى عشرة مثاقيل عليها صورة