الخليفة القاهر بالله إلى أن <خلع> وكحّل في تاريخ ما يأتي.
و<محمد بن> تكين بمصر إلى أن عاد ابن كيغلغ. وعزل <ابن> حمّاد عن القضاء وولي محمد بن موسى السرخسي ثم ورد كتاب بإعادة القاضي محمد بن أبي الشوارب الولاية الثانية. واستخلف محمد بن بدر الصيرفي والأمير بمصر يومئذ محمد بن كيغلغ. وعلى الخراج بها محمد بن عليّ الماذرائي.
فيها وثب الغلمان الساجيّة والحجرية على القاهر بالله لستّ خلون من جمادى الآخرة سنة اثنين وعشرين وثلاثمائة، وطولب بالخلع فأبى فأكحل بمسمار محمّى مرّتين بعد أن أقيم بين يدي الراضي بالله وسلّم عليه بالخلافة.
فكان القاهر أول من سمل من الخلفاء. ولم يزل باقيا في دار السلطان إلى أن أخرجه المستكفي بالله في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وردّه إلى داره (٣٠٢) فأقام مدة ثم خرج في يوم جمعة إلى جامع المنصور فعرّف الناس بنفسه وسألهم أن يتصدّقوا عليه! فقام إليه ابن أبي موسى الهاشمي فأعطاه ألف درهم وردّه إلى داره. ولم يزل حتّى توفّي في خلافة المطيع في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة؛ وله اثنان وخمسون سنة.
في أيامه ضرب أبو علي ابن شنّبوذ الشيخ المقرئ سبع درر بسبب أنه