للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بجحيمي بعصيانه إيّاي»؛ وأمر جبرائيل، (٢٥) عليه السلام، أن يخفق تلك الفخّارة بخافقة من جناحه. فسمعت الروح لتلك الخفقة حسّا لذيذا، فجزّت فيه جزّا، ولذلك إن الصوفيّة لهم في ذلك معنىّ دقيقا، وهو في قبول السماع، وإنّ النفس-أعني الروح-إذا سمعت شيئا من مطربات الدنيا، ظنّت أن ذلك بعضيّة تلك الخفقة، فتتحرّك في الجسد وتضطرب، فيتحرّك بتحريكها الجسد. فإذا اشتدّ بها الحال، طلبت الصعود والخلاص من ذلك السجن؛ وكثير ممّا يوجد وقد فاضت نفسه في تلك الحالة وأنشدوا (من الطويل):

وما أطرب الأرواح منّا لذي الغنا ... سوى نغمات أدركتها قديمة

فلمّا أحسّت في السّماع بمثلها ... تذكّرت العهد القديم فحنّت

وجاد بها الجسم الزّمام وأقبلت ... تجاذب فاهتزّت لذاك برقصة

فصل

في تعليمه الأسماء كلّها

اختلفوا في الذي علّمه على أقوال، أحدها: أنّها أسماء الملائكة.

قاله الرّبيع بن أنس. والثاني: أسماء ذريّته. قاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. والثالث: أنّه علّمه جميع الأسماء والأشياء، فقال: هذا فرس؛ هذه دابّة؛ هذه قصعة؛ هذا بغل؛ هذا جمل؛ هذا كذا؛ هذا كذا، حتى أتى على آخرها. قاله ابن عبّاس، وهو الأصحّ لوجهين، أحدهما: لأنّ لفظ كلّ للعموم. والثاني: ليظهر فضل آدم على الملائكة. وفي تعليم البعض