للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما لخّص من الحوادث

الخليفة المهتدي بالله أمير المؤمنين إلى أن قتل في تاريخ ما يذكر.

وكان قد وزر له سليمان بن وهب فقدم عليه يزيد بن محمد المهلّبي فسرّ به وعرف له قدره، وأجلسه إلى جانبه؛ فأنشده (من الطويل):

وهبتم لنا يا آل وهب مودّة ... فأبقت لنا جاها ومالا يؤثّل

فمن كان للآثام والذلّ أرضه ... فأرضكم للأجر والعزّ منزل

رأى الناس فوق المجد مقدار مجدكم ... فقد سألوكم فوق ما كان يسأل

يقصّر عن مسعاكم كلّ آخر ... وما فاتكم ممّن تقدّم أوّل

بلغت الذي قد كنت أمّلته لكم ... وإن كنت لم أبلغ بكم ما أؤمّل

قال؛ فقطع عليه سليمان إنشاده وقال: لا تقل ذلك أصلحك الله! فأنت والله عندي كما أنشدني عمارة بن عقيل (من الطويل):

أقهقه مسرورا إذا كنت سالما ... وأبكي من الإشفاق حين تغيب

فقال المهلّبي: فليسمع الوزير آخر الشعر ما يحقّر أوله (من الطويل):

وما لي حقّ واجب غير أنّني ... بجودكم في حاجتي أتوسّل

فأوليتم فعلا جميلا مقدّما ... فعودوا فإنّ العود بالحرّ أجمل

وكم ملحف قد نال ما راد منكم ... ويمنعنا عن مثل ذاك التجمّل

وعوّدتمونا قبل أن نسأل الغنى ... ولا وجه للمعروف والوجه يبذل