فقال له سليمان: والله لا تبرح حتّى أقضي حاجتك كائنة ما كانت (٢١٩)،ولو لم أفد مما نالني أمير المؤمنين إلاّ بشكرك لرأيت بذلك جنابي ممرعا وزرعي ربيعا. ثم إنه وقّع له في رقاع كثيرة معه بجميع ما أحبّ.
وذكر أنّ هذا ما جرى لمحمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر لمّا دخل على الفضل بن سهل فأنشده (من الطويل):
أبي دهرنا إسعافنا في نفوسنا ... وأسعفنا فيمن نحبّ ونكرم
قال؛ فنهض الفضل قائما وحلف أن لا يجلس أو يقضي جميع حوائجه.
وأمّا سبب خلع المهتدي وقتله أنه كان قتل صالح بن وصيف ونودي عليه:
هذا جزاء من قتل مولاه! ثم قبض على بايكباك التركي وقيّده فعسكر الموالي وطالبوه بإطلاقه فرمى إليهم برأسه، وخرج ومعه طائفة فقاتلهم ثم انهزم وأخذ فحبس وأخرج ميتا. وروى الدولابي أنّ ابن عمّ لبايكباك وجأه بخنجر فقتله ركب عليه وشرب دمه.
قتل يوم الأحد لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة ستّ وخمسين ومائتين، وله سبع وثلاثون سنة وأشهر. وكانت خلافته أحد عشر شهرا وأياما.
وفي أيامه ظهر صاحب الزنج.
صفته: أبيض، مشرب حمرة، ربعة، صغير العينين، أقنى، أشهل،