للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحكماء الدين كانوا يباشرونهم، فاجمعوا رايهم ان يصنع للاخ فى تلك الساعه اربع (١) فراريج، ويهروا (٢) ويسقى مرقهم لما راو من سقوط القوه. ولم يكن فى تلك الساعه عندهم فراريج حاصله. فقصدت الوالده تفتح صندوق النفقه، فلم تجد المفتاح، والحكما يلحوا (٤) فى دلك، وكان وقت المغرب. ففكت الوالده من يدها زوج اسورة خمسين دينار عين (٥)، وسيروهم حتى رهنوهم على اربعه فراريج. ثم أنه لم يعش حتى استووا رحمه الله تعالى وساير اموات المسلمين. وكانت سنه صعبه زايده الشده، فنعود (٦) بالله من مثلها او مما يقاربها، انه بالاجابه جدير، وهو على كل شئ قدير.

وفيها خلع الملك العادل كتبغا من الملك، وتولى حسام الدين لاجين، ونعت بالمنصور.

[ذكر خلع الملك العادل كتبغا وولايه الملك المنصور لاجين]

لمّا كان يوم السبت سابع عشر شوال من هده السنة خرج الملك العادل من الديار المصريه طالبا للشام. فوصل الى دمشق بجميع العساكر، (٣٢٠) ونزل القصر الابلق كعاده الملوك، واقام الى رابع عشر ربيع الآخر. فرسم بتجريد اربعين الف فارس يقدمهم الامير حسام الدين استادار والامير بدر الدين بكتاش الفخرى امير سلاح، وان يتوجهون (١٥) الى بلاد السويديه من عمل ماردين، وكان قد رحل ونزل حمص. ثم ورد مرسوم ثانى (١٦) ان يقيم الجيش المدكور بدمشق مزاحين الاعدار (١٧) الى حيث يرد عليهم المرسوم بما يعتمدونه. وقدم الامير سيف الدين بلبان الطباخى، وهو يوميد نايبا (١٨) بحلب الى خدمه السلطان وهو على حمص، ومعه تقادم كثيرة


(١) اربع: أربعة
(٢) ويهروا: ويهرؤوا--راو: رأوا
(٤) يلحوا: يلحون
(٥) دينار عين: دينارا عينا--رهنوهم: رهنوها
(٦) فنعود: فنعوذ
(١٥) يتوجهون: يتوجهوا
(١٦) ثانى: ثان
(١٧) الاعدار: الأعذار
(١٨) نايبا: نائب