أشتفى من قتلة عثمان وقد أدركت ما أردت، وإن الله سبحانه طهرنى بقتل هؤلاء الأرجاس. وقتل فى وقعة الحرّة سبع ماية من وجوه قريش سوى من قتل من الأنصار وقتل من أخلاط الناس ستة آلاف وخمس ماية رجلا.
[ذكر حصار ابن الزبير الأول]
قال الطبرى رحمه الله: لما جهز يزيد بن معوية مسلم بن عقبة وأمره بحصار عبد الله بن الزبير بمكة وأن يأخذه أشد أخذ فلم يزل بعد وقعة الحرّة (٧٧) حتى انتهى إلى صيحان فنزل به الموت فقال: إن أمير المؤمنين عهد إلىّ إن حدث علىّ حدث الموت أن أعهد إلى الحصين ابن نمير، ولو كان الأمر إلىّ لما كنت أستخلف عليكم إلاّ الأحنف ابن قطنة، وأخشى أن أخالف أمير المؤمنين عند الموت. ثم نظر إلى حصين ابن نمير فقال له: يا برذعة الحمار، لولا أن أمير المؤمنين أوصى بك لما قدمتك. ومات من ليلته ودفن فى بطن مرو. ثم سار الحصين بالجيوش إلى مكة.
ثم إن امرأة من بنى زمعة خرجت من مكة، ومعها فتية من مواليها حتى أتت قبر مسلم بن عقبة، فاستخرجته وضمت عليه الشجر وأحرقته
(١) وإن: فى أنساب الأشراف ٤ ب/٤١: «فإنّ»
(٥ - ١٣) لما. . . مكة: قارن تاريخ الطبرى ٢/ ٤٢٤ - ٤٢٧؛ الكامل ٤/ ١٢٣
(٧) صيحان: نوع من التمر بالمدينة، انظر لين، معجم إنكليزى-عربى، القسم الرابع، ص ١٧٥٢
(١٢) بطن مرو: فى تاريخ الطبرى ٢/ ٤٢٤: «المشلّل ويقال إلى قفا المشلّل»