ففخم أمره وكبر شأنه واستبدّ بالخراج، وامتنع من حمل الأموال. ولنذكر مبدأ أمر بني دلف:
[ذكر دولة بني أبي دلف العجلي]
كان أبو دلف ساكنا بالكرج في عشيرته وأهله؛ وهو أحد الكرماء الأجواد المشهورين والشجعان المذكورين. وفيه يقول عليّ بن جبلة (من المديد):
إنّما الدنيا أبو دلف ... بين مبداه ومحتضره
فإذا ولّى أبو دلف ... ولّت الدنيا على أثره
وله مع بابك الخرّمي أيام خروجه من الحروب أخبار كثيرة؛ منها أنه طعن يوما رديفا لفارس في ظهره فأخرج رمحه من صدر الفارس الرادف؛ وكان معه بعض أصحابه فقال له: أنت والله كما قيل (من السريع):
تطعنهم سلكى ومخلوجة ... لفتك لامين على نابل
ولم يزل أبو دلف مقيما بالكرج إلى أن توفّي في بغداد في سنة ثلاث وعشرين ومائتين. وترك ولدين أحدهما عبد العزيز والآخر هاشم. فقام عبد العزيز في لمّ العشيرة وحفظ القلاع مقامه (٢١٣) حتّى ولاّه صالح بن وصيف الجبال؛ وكانت الفتنة بين الخلفاء فتغلّب ومنع الخراج حتّى خرج إليه موسى بن بغا في تاريخ ما يأتي إن شاء الله تعالى.