كان رجلا من أهل قرية جنّابا يعمل الفراء يقال له أبو سعيد الحسن ابن بهرام. أصله من الفرس. فسافر إلى سواد الكوفة، فتزّوج بقرية يقال لها القربى من سواد الكوفة إلى قوم يقال لهم بنو القصّار. وكانوا أصولا فى هذه الدعوة الخبيثة.
وأكثر الحكايات عن أبى سعيد هذا أنه أخذ الدعوة عن عبدان نفسه.
قال الشريف: قال أبو عبد الله محمد الكوفى لى إن أبا سعيد الجنّابى أخذ الدعوة عن قرمط نفسه.
ثم إنه نزل القطيف، وهو حينئذ مدينة عظيمة، فجلس هناك يبيع الدقيق، ولزم الوفاء والصدق. وكان أوّل من أجابه إلى دعوته الحسين بن سنتر وعلى بن سنتر وحمدان بن سنتر، وقوم ضعفاء ما بين قصّاب وجمّال وأمثال هؤلاء. ثم قويت يده، واستجاب له الناس، ووجد بناحيته داعيا يقال له أبو زكريا الضمامى كان عبدان الداعى أنفذه (ص ٣٩) قبل أبى سعيد إلى القطيف وما والاه. فلما تبيّن أمره أبو سعيد الجنّابى عظم عليه أن يكون فى البلد داع غيره. فقبض عليه وحبسه فى بيت حتى مات هزلا.
وقد ذكر أنّ هذا الداعى كان أخذ على بنى سنتر قبل أبى سعيد. فعاد