للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتور القيام قطيع الكلا ... م تفترّ عن ذي غروب خضر

كأنّ المدام وصوب الغمام ... وريح الخزامي ونشر القطر

يعلّ به برد أنيابها ... إذا غرّد الطّائر المستحر

قلت: ما وصف أحد الثّغر فأجاد وأحسن كلّ الإحسان بإجماع الرواة كالنّابغة الذّبيانيّ في قوله (من الكامل):

تجلوا بقادمتي حمامة أيكة ... بردا أشفّ لثاته بالإثمد

كالأقحوان غداة غبّ سمائه ... جفّت أعاليه وأسفله ند

ولهذين البيتين شرح حسن، إذا أثبت يزيد على نصف كرّاس ولا يوفيهما حقّهما في شرحهما، فأضربت عن شرحهما للاختصار ومن شعر امرئ القيس قوله (من الوافر):

فبعض اللّوم عاذلتي فإنّي ... ستكفيني التّجارب وانتسابي

إلى عرق الثّرى وشجت عروقي ... وهذا الموت يسلبني شبابي

وقد طوّقت في الآفاق حتّى ... رضيت من الغنيمة بالإياب

ذكر النّابغة الذّبيانيّ ولمعا من أخباره وأشعاره

النّابغة جاهليّ اسمه زياد بن معاوية ويكنى أبا أمامة ولقّب بالنّابغة لقوله (من الوافر):