ولى الأمر بعد وفاة أخيه. وأقام مستمرّ الولاية حتى ثار عليه منصور الطنبذى لخمس بقين من صفر سنة تسع ومئتين. وثار معه جميع الجند ببلاد إفريقية إلاّ طائفة يسيرة بقيت مع زيادة الله. وغلب منصور على مدينة القيروان وحصّنها، وعلى سائر بلاد أفريقية. وحصر زيادة الله فى القصر القديم، ونزل بعسكره بين شرقىّ مدينة القيروان وقبلتها، وخندق عليه وحاصره. ثم انهزم منصور فى شهر رمضان سنة إحدى عشرة ومئتين هزيمة (ص ٢٠) فاضحة، وخرج زيادة الله وهدم سور مدينة القيروان. ثم بعث أبا فهر بن عمرون فى جيش إلى مدينة تونس. وكان أهلها وافقوا منصورا، فاستباحها وقتل أكثر من بها، وقتل فى جملة أهلها أبا الوليد عبّاس بن الوليد الفارسىّ الزاهد.
وإنه لما رجع أخبر زيادة الله بخبر الفتوح، وذكر قتله ابن الفارسى.
فاستعظم ذلك زيادة الله وأكبره، وقال: أما علمت أنّ قاتل ابن الفارسىّ لا يلبث حولا؟ فلم يدر الحول حتى قتل أبو فهر. ودامت فتنة منصور حتى انقطعت لعشر ليال بقين من رمضان سنة ثمان عشرة ومئتين. ودخل الناس بأجمعهم فى طاعة زيادة الله.