قد تقدم القول فى ذكر بنى حمدان، وكان أول من ملك حلب منهم الحسين بن سعيد أخى أبى فراس، انتزعها من أحمد بن سعيد الكلابى صاحب الإخشيد. ثم ملكها سيف الدولة أبو الحسن علىّ ابن عبد الله بن حمدان فى سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة. ثم صارت إلى ولده سعيد الدولة أبى المعالى.
(ص ١٣٠) وكان من حديث بكجور أنّه كان مملوكا لقرعويه التركى مملوك سيف الدولة بن حمدان. وكان قرعويه قد تغلّب على حلب بعد سيف الدولة وأخرج ابن أستاذه منها فى حديث طويل. فسار ابنه أبو المعالى لمّا غلبه قرعويه فنزل ما بين حماة وحصن برزويه بعسكره.
وكانت حمص فى ذلك الوقت قد أخربها الروم، فنزل أرقطاش التركى غلام سيف الدولة من حصن برزويه فلقى أبا المعالى مولاه، وأخرج له أموالا عمّر بها حمص، ونزلها أبو المعالى، وعمرت حمص. وكانت الروم دخلوها فى سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة وهى الدخلة الأولى، وزادت العمارة سنة فى سنة، وأبو المعالى يقوى بها. وكان قرعويه قد استناب غلامه بكجور.
فلما قوى قبض على قرعويه وحبسه فى قلعة حلب. وملك حلب.
وأقام بها نحوا من خمس أو ست سنين. وكوتب أبو المعالى من حلب وطمع فى أخذ البلد من رجال من أعوان قرعوية أن يكونوا معينين له