للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر الواقعة التى كانت بين الملكين خدابنداه وطقطاى]

قال الناقل: وفى هذه السنة كانت الوقعة العظيمة بين الملك خدابنداه وبين عساكر طقطاى. وأتته الأخبار بوصول جيوش طقطاى إلى بلاده وأنّ المقدّم عليها صاروبغا بن تكلان، وهم فى ثلاث ماية ألف. وقد سيّروا رسلهم إلى الأكراد بجبل هكّار وإلى بلاد شل وصورة (٥) وإلى صاحب العماديّة بأنّهم يكونوا معهم عليك ويأتوا من خلفك إذا لاقيتهم. -وتوجّه إليهم الفرمانات، وهذه قلاع المسلمين جميعهم فرحوا بذلك، وشالوا النار لبعضهم بعض. قال: فلمّا سمع الملك خدابنداه هذا الحديث اشتغل خاطره، وطلب للوقت قراسنقر ورفقته، وأخبرهم بما سمع من الأخبار، المزعجة. فقال قراسنقر: يا خوند، لا يهولك ما سمعت من كثرتهم، فإنّهم عدّة بلا عدّة، ولا هم رجال حرب، وسوف يرى القآن ما يسرّه.

وبمرسوم القآن أفعل ما أراه. -فقال: يامير شمس الدين، أنت المفضّل وقد سلّمت إليك الأمور وأقمتك مقام نفسى، ومهما رأيت من المصلحة افعل ولا تشاور، -قال. فعندها سيّر وطلب جميع العساكر وكانوا قريبين حوالى الموصل وسنجار وإربل ومثل هذه الأماكن القريبة. ثمّ إنّه دخل على الملك وضرب جوك وقال: بمرسوم القآن أنقّى من هذه الجيوش عشرة آلاف فارس بعشرة مقدّمين توامين ممّن أعرفهم وألبسّهم عدد عسكر مصر وأكون شاليش وينظر القآن ما أفعل، وأريك (١٨) قتال جيوش الإسلام كيف يكون، وأرجو من الله تعالى بياض وجهى عند القآن بالنصر


(٥) شل وصورة: كذا فى الأصل
(١٨) وأريك: وأوريك