للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله تعالى من الأرض. وقد جانى من عندك عشرين كتابا وعشرين قاصدا وهم فلان وفلان وفلان-وعدّدهم له-بأنّك تريد تدخل إلى عندنا وتخامر على أستاذك والذى خوّلك فى نعمته. فسيّرت إليك أقول لك:

ما تعدّى إلى عندنا إلاّ بنفسك مع عشرة من خواصّك وخمسة مماليك وسلحدار واحد، وتتوجّه إلى خدمة السلطان فى البريد ويجى مرسوم بتخلية عسكرك بالتعدية، فنمكّنهم بعد ذلك. فسيّرت تقول لى:

أشتهى تصبر علىّ حتى أتوجّه وآخذ خراج الروم وأخربه وأدخل إلى سيس وأقبض على صاحبه تكفور، وأقعد فيها وأكون نايب السلطان الملك الناصر بتقليد ومرسوم من جهته. وكتبت أنا إليك الجواب: إذا صحّ هذا سيّرت وعرّفت مولانا السلطان ينجدك بالعساكر والجيوش، واتّفقت معك على هذا، وهذه كتبك جميعها معى حاضرة

قال الناقل: فلمّا سمع جوبان ذلك خاف خوفا عظيما (١٢) وسيّر لقراسنقر تقادم عظيمة مع عدّة كثيرة أكاديش، وقال: يامير شمس الدين، من اليوم تعاملنا ومن هذا الوقت تعارفنا، وابقينى وأبقيك، قال: وبلغ الحديث جميعه للملك خدابنداه، فطلب قراسنقر وطيّب خاطره. وقال له: يامير شمس الدين، جميع ما قصد جوبان يفعله عرفت به، وعندى أخباره بمكاتباته لصاحب مصر، ولكن لا بدّ له معى من وقت. -وأخلع عليه وبسط يده وأعلى كلمته ونفّذ أحكامه. ودخل قراسنقر على الملك خدابنداه بالسحر والمكر وكذلك على جميع كبار المغل وخواتينها حتى عاد صاحب الوقت


(١٢) خوفا عظيما: خوف عظيم