للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نفسه وشجاعته وكثره جيوشه. (١٤٤) فامر به، فبطح وضرب بين يديه سبع عصى، وقال له [أبغا]: «انت ما جيت الا لتخوفنى منه، وتنفرنى عنه، وتملا قلوب عساكرى رعبا». فرجع [البرنس] الى بلاده خايبا مما رامه من نصره التتار له.

[ذكر غرقة دمشق هده السنه]

لما كان يوم الاحد [ثانى عشر شوّال] (٦) -وهو يوم عيد عنصره اليهود-ثامن ساعه منه، دخل السيل الى دمشق من باب الفراديس، بعد ما اخرب الجسر، وجسر باب السلامه، وجسر باب توما. ولا (٨) انكسر جسر باب توما كانت المدينه قد عمها الماء وغرقت. ووصل الما الى المدرسه الفلكيه، وصار فيها مقدار قامه وبسطه، ووصل الى المدرسة المقدميه. وبقى مقدار ثلث ساعات، ثم هبط بمشيه (١٠) الله عزّ وجلّ.

وكان اصله انه انعقد غيم كثيف على جبال بعلبك يوم السبت حادى عشر شوال. ووقع مطر عظيم فحل الثلوج، وسال يوم الاحد كما دكرنا. وغرقت (١٢) خلقا كثيرا كانوا قد اتوا من العجم والعراق للحجاز. وغرق من الخيل والجمال شئ كثير، ومن جملتها جمال كثيره للامير عز الدين ايغان سم الموت. قال الوالد-رحمه الله-: وكدلك غرقت للامير سيف الدين الدوادار عده ثلثه عشر فرسا كانت على طوايلها مربوطه (١٥) فاعجلهم الما، وعجزوا عن حلهم فهلكوا (١٦).


(٦) أضيف ما بين الحاصرتين من اليونينى ج‍ ٢ ص ٤٥١
(٨) ولا: ولما
(١٠) بمشيه: بمشيئة
(١٢) وغرقت خلقا كثيرا: وغرق خلق كثير
(١٥ - ١٦) فاعجلهم. . . فهلكوا: فأعجلها الماء، وعجزوا عن حلها فهلكت