للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعيرونى بتسليمى البلاد من غير (١٤٣) قتال. وانا اعلم انى لا اقدر به، ولكنى لا يحسن بى ان اسلم اليه البلد من غير قتال، حتى لا يكون دلك سبّة علىّ بين ملوك الفرنج».

قال الوالد-رحمه الله-: فعدنا بتلك الرساله الى السلطان، واقام الامير فارس الدين عند البرنس. فنظر السلطان فى دلك بعين المصلحه المحاسنه. ثم أن الامير سيف الدين الدوادار تردد فى المراسله دفعات الا (٦) ان وقع الاتفاق على ان تكون عرقه للبرنس وجبيل واعمالها، وان يكون ساحل انطرطوس وساحل المرقب وساحل بانياس مع جميع بلاد هده النواحى مناصفات بينه وبين الداويه والاسبتار، [و] (٨) التى كانت خاصّا لهم-وهى فارس (٩) وحمص القديمه-تعود خاصا للسلطان. وشرط السلطان أن تكون عرقا واعمالها، وهى سته وخمسين (١٠) قريه، صدقه من السلطان عليه، فلم يختر [البرنس] دلك. فلما بلغ السلطان امتناعه عن دلك، صمّم على الشروط الاوله (١٢). فلما لم يكن للبرنس بدّ من المطاوعه، لما دخله من الخوف، أجاب وعقد الصلح بينهم مده عشر سنين وعشره اشهر. وهدا البرنس كان من اشد ملوك الفرنج بأسا، وبدل (١٤) فى رضى التتار نفسه وماله، ولم يزل دلك دابه معهم الى ان نصر الله عزّ وجلّ المسلمين على يد السلطان الشهيد الملك المظفر قطز-رحمه الله-وساير ملوك المسلمين مع كافه امة محمد اجمعين.

فلما حصل الاتفاق على دلك ورحل السلطان عايدا الى دمشق المحروسه، ركب البرنس البحر، وتوجه الى ابغا ملك التتار مستصرخا به على السلطان. فلما حضر عنده، دكر له ما فتحه الله على يد السلطان الظاهر من البلاد والحصون، ودكر قوة


(٦) الا: إلى
(٨) أضيف ما بين الحاصرتين من اليونينى ص ٤٥٠
(٩) فارس: كذا فى الأصل وم ف؛ فى اليونينى «بارين»
(١٠) سته وخمسين: ست وخمسون
(١٢) الاوله: الأولى
(١٤) وبدل: وبذل