بها الأبنية ونقلوا الملك إليها، وملكهم إذ ذاك: قسطنطين ابن هيلاني، وقد تقدّم ذكره.
وهكذا غزا حودراس بن أشك بني إسرائيل بالشام، فأخرب مدينتهم أورشليم، ووضع السّيف فيها، فأسرف في قتل اليهود، وسبى منهم السبي العظيم، وكان ذلك بعقب قتل يحيى، عليه السلام. وقد كان غزاهم قبل ذلك طيطوس ملك رومية، بعد ارتفاع المسيح. فقتل وسبى؛ هذا نقل كلام حمزة، وهذه الطبقة الثالثة من الملوك، وهم ملوك الطوائف، حسبما تقدّم من أسمائهم ومددهم.
وقال غير حمزة من المؤرخّين: كانت مدّة ملوك الطوائف إلى حين تغلب أردشير بن بابك على سائر الممالك، مائتي سنة وستّين سنة. ولم تزل مملكة فارس متفرّقة إلى الطبقة الرابعة، كما يأتي ذكر ذلك يتلوا هذا الكلام، إن شاء الله تعالى.
ذكر ملوك الطبقة الرابعة من الفرس وهم الساسانيّة
هذه الطبقة الرابعة من ملوك الفرس المتّصلة بالإسلام. فأوّلهم أردشير بن بابك، منذ خلص له لأمر ثمان عشرة سنة-رأي بهرام الموبد؛