لإبراهيم، عليه السلام، ببئر كان احتفرها لماشيته ونازعه فيها أهل الأردنّ.
هذا ما رواه الطّبريّ. وروى ابن عبّاس، رضي الله عنه، أنّ اسمه: عبد الله ابن الضحّاك.
وفي تسميته ذي القرنين أيضا أقوال، أحدها ما رواه ابن عبّاس عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم، قال:«لم يكن نبيّا، لكن كان عبدا صالحا، بعثه الله إلى قومه فضربوه على قرنه فقتلوه، ثمّ أحياه الله تعالى وبعثه إلى قومه فضربوه في قرنه الآخر فقتلوه، فسمّى بذلك». وقيل: إنّه كان له شبه القرنين. وقيل:
إنّه كانت صفحتي رأسه من نحاس. وقيل: إنّه بلغ قطري الأرض، وكان موته ببابل.
وروي أنّه قيل له: إنّك لا تموت إلاّ على أرض من حديد وسماء من خشب. وكان يدفن كنوز كلّ إقليم في أرضه. فبلغ بابل وفرغ من دفن كنوزه، فرعف حتّى سقط عن جواده، فبسطت تحته درع من حديد، فأحرقته الشمس، فأظلّوه بترس من خشب. فلمّا نظر ذلك علم أنّه ميّت، والله أعلم.
ولمّا مات الإسكندر حصلت البلاد في أيدي ملوك الطوائف. فرفعوا ما بينهم الحرب والنحارات. فكان الواحد منهم إنّما يغلب صاحبه بعويص المسائل. (١٨٢) وكان أحد ملوك الطوائف مجاورا لأعمال الروم، فلقى عسكر الروم مجتمعا، فقتل ملكهم واستباح عسكرهم وانصرف إلى العراق بالسبايا. فكانت هذه العداوة سببا لإخراج الروم ذخائرها وأموالها وإنفاقها على بناء مدينة حصينة تنقل إليها دار الملك من رومية، لقرب دار الملك من بلاد سلطان فارس. فوقع اختيارهم على رقعة أرض القسطنطينة، فبنوا