ونقل من بلدانهم علم النجوم والفلسفة والطبّ والحراثة، بعد أن حوّلها إلى اللسان اليونانيّ والقبطيّ.
وقيل <عن الإسكندر> إنّه قال لأرسطوطاليس: ضع لي كتابا في السياسة أنتفع به. فوضع له كتابا. فقال: إنّ الحروب شغلتني عن استيعاب مطالعته، فلو اختصرته بكلمات يسهل حفضها عليّ. فاختصره في سبع كلمات، جعل كلّ كلمة آخرها أوّل الأخرى، وجعلها كالدائرة، وهي هذه:
العالم بستان سياجه الملّة؛ الملّة شريعة يقوم بها الملك؛ الملك راع يعضده الجيش؛ الجيش أعوان جمعهم المال؛ المال رزق تجمعه الرعيّة؛ الرعيّة عبيد يسترقّهم العدل؛ العدل (١٨١) مألوف، به قوام العالم.
وقيل له: لم تعظّم معلّمك أكثر من أبيك؟ فقال-وهو في سنّ طفولته: لأنّ أبي سبب حياتي الفانية، ومعلّمي سبب حياتي الباقية.
وقيل: إنّه هو هذا المذكور في القرآن، وأصله من أهل قرية بقرب الإسكندريّة تعرف بلوبية.
وفي تسمية ذي القرنين عدّة أقوال، الأوّل: أنّه رأى في منامه أنّه أخذ بقرني الشمس فسمّي بذلك. الثاني: أنّه بلغ قرني الأرض، وقيل: غير ذلك، والله أعلم. وأمّا ذوي القرنين الأكبر، فيقال: إنّه أوّل القياصرة وهو من ولد سام بن نوح. وقيل: بل من أولاد يافث. ويقال: إنّه لقي إبراهيم، عليه السلام، وطاف البلاد والخضر على مقدّمته، وهو الذي سدّ على يأجوج ومأجوج، حسبما تقدّم من الكلام أوّل هذا الكتاب، وأنّه حكم