وكان لرستم ستّمائة ألف من أوانى الذّهب والفضّة، وأعجبهم بياض الفضّة فكانوا يقولون من يأخذ صفراء ببيضاء، ووجدوا من الكافور شيئا كثيرا فلم يعرفوه، فتبايعوه بينهم كيلا بكيل من برّ وشعير.
وهربت الفرس حتى نزلوا المدائن، ومعهم الخزائن والأموال، وبنات كسرى.
وتبعهم سعد بالعسكر، وتخلّف عنهم لمرض ناله، فلمّا أفاق لحقهم، وحاصرهم بالمدائن إلى أن دخلت سنة سبع عشرة.
ذكر سنة سبع عشرة
للهجرة النبويّة
النيل المبارك فى هذه السّنة:
الماء القديم ستّة أذرع وخمسة أصابع، مبلغ الزّيادة سبعة عشر ذراعا وخمسة عشر إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
الإمام عمر بن الخطاب رضى الله عنه أمير المؤمنين بالمدينة، والحجاز واليمن دارا إسلام، وكذلك الشّام بكماله، والعراق إلى حدود المدائن، والمدائن فى أوّل هذه السّنة فى حصار المسلمين، ومصر دار حرب (١٥٢)، والمقوقس بها، وقسمين البطرخ إلى سنة عشرين، افتتحها المسلمون، وكان فتحها على يد عمرو ابن العاص، وسيأتى ذكر ذلك فى سنة عشرين، إن شاء الله تعالى.