للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر سنة تسع وعشرين ومائتين

النيل المبارك في هذه السنة

الماء القديم أربعة أذرع ينقص ستة أصابع. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا فقط.

ما لخّص من الحوادث

الخليفة هارون الواثق بالله بن محمد المعتصم. وعزل عليّ بن يحيى عن حرب مصر، وولّى مكانه عيسى بن منصور. وكذلك عزل الوليد وولّى مكانه عبد الملك بن خليفة المعروف بأبي الوزير. والقاضي محمد بن أبي الليث بحاله.

وأمّا السبب الذي كان بين محمد بن عبد الملك الزيّات وبين القاضي أحمد بن أبي دؤاد؛ وذلك أنّ القاضي أحمد بن أبي دؤاد كان كثير التعصّب للناس، واقفا على قدم الاجتهاد في قضاء حوائج خلق الله تعالى حتّى عرف بذلك، وخبطت إليه آباط الإبل من شرقها وغربها وعادوا نزولا عليه! فعاد كثير الترداد إلى الوزير محمد بن عبد الملك حتّى ملّه وبرم منه. قال ابن الرومي:

فبينا نحن جلوس في حضرة القاضي أحمد بن أبي دؤاد بمجلس خلوته إذ دخل خادم الدواة يستأذن على حاجب الوزير محمد بن عبد الملك فأذن له فسلّم ثم قال: الوزير يقرئك السلام، ويقول لك خفّف وطأتك أيّها القاضي عن كثرة الترداد إليه فإنه يستعفيك من ذلك! (١٨٩) قال؛ وكان القاضي متكئا فجلس