فرش حتى يأخذوا بدم عثمان، ويقتلوا قتلته، أو يقتلوا دون ذلك.
ومن رواية المسعودى (١): لمّا قدم جرير بن عبد الله عائدا من عند معاوية إلى علىّ عليه السّلام أخبره أنّ أهل الشام مجتمعون على معاوية وعلى بيعته، وعلى قتال علىّ، وأنّهم يبكون على عثمان، ويقولون: علىّ قاتله، وآوى قتلته، وأنّهم لا ينتهون عنه حتى يقتلهم أو يقتلوه.
فقال الأشتر لعلىّ: قد كنت نهيتك أن تبعث هذا (٢) الأعور، وأخبرتك عداوته وغشّه، ولو كنت بعثتنى كان خيرا من هذا الذى أقام عنده، حتى لم يدع بابا نرجو فتحه إلاّ أغلته، ولا بابا نرجو علقه إلاّ فتحه، فقال له جرير:
لو كنت ثمّ لقتلوك، لقد ذكروا أنّك من قتلة عثمان، فقال الأشتر: لو أتيتهم والله يا جرير لم يعينى جوابهم، ولكنت حملت معاوية على خطة أعجله فيها عن الفكر، ولو أطاعنى فيك أمير المؤمنين لحبسك وأشباهك، حتّى يستقيم هذا الأمر، قال: فخرج جرير إلى قرقيسياء، وكتب إلى معاوية، فكتب إليه معاوية يستقدمه، فكان ذلك.
[ذكر سبب قدوم عمرو بن العاص على معاوية]
قال الطبرى فى تأريخه (٣)، وغيره من أهل التّاريخ: إنّ معاوية رضى الله عنه لما استشار قومه وعشيرته فى قتال علىّ كرم الله وجهه، فقال له أخوه عتبة